
أثار خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة عدل بكرو، والذي أكد فيه على ضرورة إنصاف المعلم، ردود فعل واسعة لدى النقابات التعليمية والمجتمع الموريتاني عموماً، حيث اعتُبر الخطاب بمثابة لحظة فاصلة في علاقة الدولة بالمدرس، الذي ظل لسنوات يطالب بالاعتراف بجهوده وتحسين وضعه المعيشي والمهني.
استقبال النقابات: ترحيب حذر وتأكيد على التنفيذ:
أجمعت أغلب النقابات التعليمية، بما فيها نقابات ذات مواقف نقدية تقليدية من النظام، على الترحيب بمضامين الخطاب. وقد وصفت إحدى أكبر النقابات بيانها التفاعلي مع الخطاب بـ "المتوازن"، مشيدةً باعتراف الرئيس الصريح بأهمية المعلم ودوره المحوري في بناء الوطن.
لكن رغم الترحيب، برزت نبرة حذرة تشدد على ضرورة أن لا يبقى الاعتراف حبيس الكلمات. حيث طالبت النقابات بضرورة ترجمة هذا الخطاب إلى قرارات عملية تشمل تحسين الرواتب، وتوفير التحفيزات المهنية، وتعزيز الضمانات الاجتماعية، وهو ما اعتبرته النقابات "الاختبار الحقيقي لصدق التوجه الجديد".
ردود المجتمع: تعاطف واسع وتوقعات مرتفعة:
في الجانب المجتمعي، انتشر الخطاب على نطاق واسع، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل العديد من النشطاء والمواطنين مع تصريحات الرئيس. وبرز إجماع عام على أن إنصاف المدرس لم يعد مطلبا يخصه بل أولوية وطنية، مؤكدين أن المدرسة الوطنية لا يمكن أن تنهض دون مدرس محفَّز يحظى بالاحترام المادي والمعنوي.
في حين تلقّى الرأي العام تدوينة الوزير الأول - التي دعم فيها خطاب الرئيس، ووصف أمة لا تكرم المعلم والجندي بأنها "أمة على غير الطريق الصحيح" - باعتبارها تكريساً رسمياً لتغيير حقيقي في نظرة السلطة لمكانة المربين والمدافعين عن الوطن.
الكرة الآن في مرمى الحكومة:
الخطاب الرئاسي في عدل بكرو فتح نافذة أمل جديدة للمدرسين، وأعاد الاعتبار لقضيتهم في الوعي السياسي الرسمي. لكنّ نجاح هذا التوجه يبقى مرهوناً بسرعة وجدّية الخطوات التالية، وهو ما ستراقبه النقابات عن كثب.
الكرة الآن في ملعب الحكومة، لترجمة هذه الإشارات السياسية إلى أفعال ملموسة تضع حداً لما وصفه البعض بـ"التهميش الهيكلي" لقطاع التعليم.
وإذا كان هذا الخطاب هو البداية، فإن استدامة تأثيره تتطلب استراتيجيات واضحة، وإرادة تنفيذية صلبة، وإرادة رسمية جديدًة بما يعيد للمدرس مكانته التي يجب وفق الرؤية الرسمية المصرح بها على كل من لسان الرئيس غزواني والوزير الاول ولد إجاي أن لا يعلو عليها شيء في مشروع بناء الدولة





.jpg)