معرض نواكشوط الدولي الأول للكتاب... فعالية ثقافية تجاوزت التوقعات

سبت, 25/10/2025 - 14:06

شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الأسبوع المنصرم حدثًا ثقافيًا نوعيًا تمثل في *انطلاق النسخة الأولى من "معرض نواكشوط الدولي للكتاب"*، والذي اعتُبر منعطفًا لافتًا في المشهد الثقافي الوطني، ومؤشرًا على تنامي الحراك الفكري في بلد يزخر بإرث علمي وأدبي عميق.

 

*حدث بحجم الطموح الثقافي*

المعرض، الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب والرياضة، احتضنه قصر المؤتمرات الدولي بمشاركة *أكثر من 60 دار نشر* من موريتانيا وعدة دول عربية وإفريقية، من بينها مصر، تونس، المغرب، لبنان، والسنغال. تجاوز عدد العناوين المعروضة *40 ألف عنوان* تنوعت بين الفقه، الأدب، التاريخ، الرواية، الفلسفة، وكتب الأطفال.

في حين حظيت *الإصدارات الموريتانية الجديدة* باهتمام خاص، وتم توقيع عدة مؤلفات في ركن خاص بالمواهب الوطنية.

وشهد الحدث حضورًا واسعًا من الجمهور، تجاوز التوقعات، خاصة في أيامه الأولى، مما شكل مفاجأة سارة للمنظمين والمشاركين، وعكس تعطشًا حقيقيًا للكتاب لدى مختلف فئات المجتمع.

منصات نقاش وحوار مفتوح:

المعرض لم يكن فقط سوقًا للكتاب، بل تحوّل إلى منصة للنقاشات الحيوية، حيث نُظمت عدة ندوة فكرية ، استضافت نخبة من الكُتاب والمفكرين الموريتانيين والعرب، تناولت موضوعات تتعلق بالهوية، القراءة، ومستقبل الثقافة في العالم الرقمي.

آراء الزوار والعارضين:

الكاتبة زينب بنت سيدي* عبّرت عن سعادتها بكون المعرض "أول خطوة جادة نحو الاعتراف بنواكشوط كعاصمة للثقافة"، مضيفة: "لطالما كان الكتاب مهمشًا، واليوم نشهد احتفاءً حقيقيًا به".

فيما قال *ممثل دار نشر لبنانية*: "تفاجأنا بالإقبال الكبير... الموريتانيون قراء جادون وهذا السوق واعد جدًا".

فيما تمثلت أبزز دور النشر التي نافست بقوة على استقطاب جمهور المعرض في دار إيمان المغربية، ودار الغد المصرية واللتين تصدرتا المبيعات المحققة بارتفاع الطلب على الكتب الشرعية واللغوية من طباعتهما.

نحو صناعة نشر موريتانية؟ 

يطرح نجاح المعرض أسئلة حول *مستقبل النشر المحلي*. إذ لا تزال موريتانيا تعاني من غياب بنية قوية للنشر والتوزيع، ما يجعل إنتاجها الثقافي مشتتًا ومحدود الانتشار.

وفي هذا السياق، صرح لنا مسؤول في وزارة الثقافة الموريتانية المشرفة على المعرض  بأن "المعرض سيكون سنويًا، وستواكبه خطة لدعم النشر الوطني وتطوير مكتبات عمومية".

 

---

 

*خلاصة:*

 

مثّل معرض نواكشوط الدولي الأول للكتاب *ولادة حقيقية لمشروع ثقافي استراتيجي*، وجسّد توق المجتمع الموريتاني إلى المعرفة والتعبير. لكنه أيضًا وضع صناع القرار أمام تحديات جسيمة لتأطير هذا الحراك، وتحويله من لحظة احتفائية إلى مسار دائم نحو مجتمع قارئ.